ستار كووورة2

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ستار كووورة2

تفضل الى هنا صديقي هذا منتدى جميل تفضل بنفسك لكى تعرف


    الإعراب عن المحبة .

    avatar
    ilyas


    ذكر
    عدد الرسائل : 54
    المزاج : عادي
    تاريخ التسجيل : 15/02/2009

    الإعراب عن المحبة . Empty الإعراب عن المحبة .

    مُساهمة من طرف ilyas الثلاثاء فبراير 17, 2009 10:16 am

    إن الكثيرين من الآباء يحبّون أولادهم ولكنهم لا يرون أي حاجة إلى الإعراب عن هذه المحبة. ولكن المحبة الحقيقية هي أكثر بكثير من شعور يُدفء القلب ، إنها تعرب عن نفسها بالكلام والأعمال. فكيف يمكن للوالدين الإعراب عن محبة كهذه لأولادهم ؟ .
    تبدأ العملية عند الولادة وتدعى الارتباط ، ترنو الأم إلى عيني الطفل بمحبة ، تتكلم إليه على نحو مهدئ ، تعانقه وتحضنه . فتتحرك غرائز الأمومة فيما ينظر إليها الطفل بإمعان ويشعر بالأمان . وهكذا يتم الارتباط ، بداية علاقة محبة . ولكن هذه هي البداية فقط .

    فالاثنان سرعان ما يصيران ثلاثة عندما يظهر الأب على المسرح ، كما يجب أن يحدث . فكل ولد يحتاج إلى أب . وكل أب يمكن أن يصنع فرقاً . فالأمهات يملن إلى أن يكنّ رقيقات هادئات مع أطفالهن . والآباء من ناحية أخرى ، عادة ما يكونون أكثر مرحاً إذ يدغدغون أطفالهم أكثر مما تفعل الأمهات . ويتجاوب الأولاد مع هذه المعاملة الخشنة بصيحات وصرخات ابتهاج ، إذ يسترسلون في المرح ويلحّون في طلب المزيد . وذلك يكون استمراراً للارتباط الذي ابتدأ عند الولادة .

    إذن كم هو مهم بالنسبة للأم والأب - كليهما - أن يتعاونا على تقوية علاقة المحبة هذه . هذا الارتباط والاتصال بينهما والولد خلال سنوات التكوّن الأولى . فلتكن هنالك وفرة من المعانقات والقبلات من الوالدين كليهما .

    وغالباً يبدو الوالدان الجديدان طائرين فرحاً بطفلهما الأول ، فكل شيء - تقريباً - عنه يثيرهما ، ابتسامة الطفل الأولى ، كلماته الأولى ، وخطوته الأولى ، كلها مناسبات بالغة الأهمية . وهما يسليان الأصدقاء والأقرباء بصوره وبالقصص عنه . فلاشك أنهما يحبّان ولدهما .

    ولكن في بعض العائلات ، قد يتغير هذا مع مرور السنين . فتتحول مناغاة الأبوين إلى ولدهما إلى كلمات قاسية ومزعجة ، وتتحول المعانقات الرقيقة إلى صفعات غضب أو إلى انعدام تام للاتصال اللمسي . فماذا حدث?! أين المحبة ؟ إن الأولاد غير قادرين - طبعاً - على إيجاد الأجوبة عن أسئلة كهذه . وقد يعتقدون أنهم السبب ، وهو اعتقاد يمكن أن يؤذي بأشكال مختلفة مدى الحياة .

    لكن الحقيقة هي أن الوالدين قد يفشلون في الإعراب عن المحبة التي يحتاج إليها أولادهم لأسباب كثيرة . فلابد من الاعتراف أن الوالدين يواجهون ضغوطاً حياتية هائلة ، كتأمين الحاجات الأساسية المادية والاعتناء بالأهل المسنين ، و... إلخ . إنما لا يمكن التوقع من الأولاد أن يفهموا كل هذه الضغوط التي يواجهها والدوهم . فهم بطبيعتهم بحاجة ماسة إلى المحبة والانتباه . فكيف يمكن الاستمرار في إشباع هذه الحاجة ؟

    من السهل إيجاد العيوب في الأولاد ، فعدم نضجهم وعدم خبرتهم ستظهر للعيان بوضوح بطرائق لا تعد يوماً بعد يوم . ولكنهم - أيضاً - يقومون بأمور جيدة كثيرة كل يوم ، فابحثوا عن هذه الأمور التي تستحق المدح ولا تصرفوا النظر عن هذه الحاجة الحيوية لأولادكم . فينبغي أن يمدح الأولاد جميعاً بانتظام على الأمور الجيدة التي يفعلونها ، وهذا سيخفض خطر الشعور بأنهم فاشلون وهم يكبرون .

    كما يجب تشجيع الأولاد للتعبير عن أنفسهم ، فوجهة نظرهم قد تكشف عن مشاكل ، والمشكلة المفهومة بوضوح يسهل حلها أكثر بكثير . وكيفية تجاوبنا مع أقوالهم مهمة أهمية جعلهم يعبّرون عن أنفسهم . فيلزم أن يرتب الآباء بيئة يشعر فيها الأولاد بالأمان إذا كشفوا عن مشاعرهم العميقة ، مهما تكن هذه المشاعر مزعجة . لذلك إذا عبر أبناؤكم عن شعورهم بأسلوب حاد ، فاصغوا إليهم ، وبدلاً من تعنيفهم ، اعترفوا بحقيقة شعورهم واحملوهم على ذكر الأسباب .

    والآباء يعربون عن محبّتهم لأولادهم من خلال تأديبهم أيضاً ، ولقد وجد أن الآباء الذين لا يعاقبون أبناءهم بقسوة ، بل يضعون حدوداً ثابتة ويلتصقون بها ، من المرجح أن ينتجوا أبناء يحققون إنجازات رفيعة وينسجمون جيداً مع الآخرين . ومثل هؤلاء الآباء تطلق عليهم صفة "حازمين" بخلاف الآباء "المتسلطين" (افعل ذلك لأنني أقول ذلك) ، و "المتساهلين" ) افعل كل ما تريد) . وقد أظهرت دراسة استمرت عقدين أن الآباء الحازمين من المرجح أن يكون لهم أبناء أسوياء ، قانعون ، منضبطون ، ويعتمدون على أنفسهم .

    إن الآباء الحازمين ليسوا دكتاتوريين ، بل إن شغلهم الشاغل هو أولادهم ، كيف حالهم في المدرسة ومَن هم أصدقاؤهم . واهتمامهم هذا يعكس مستوى رفيعاً من الالتزام تجاه الابن ، وهم أيضاً ليسوا خائفين من مجابهة هذا الإبن .

    وفي النهاية ، يجب أن ننتبه إلى أهمية الوقت ، فعامل الوقت عامل ضروري لنحب الطفل ، بل لملء قلبه بالمحبة ، محبة لا توزن ولا تقاس ولا توزع حصصاً ، بل بمحبة فيّاضة ، بلا تمييز . وعلماء نفس الطفل الذين يتجادلون حول التغذية المبرمجة أو التغذية حسب الطلب ، التعليم في سن مبكرة أو في السن التقليدية ، وجدوا أن ذلك كله لا يصنع فرقاً كبيراً مادام الطفل يُحب .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 6:22 pm