إن الكثيرين من الآباء يحبّون أولادهم ولكنهم لا يرون أي حاجة إلى الإعراب عن هذه المحبة. ولكن المحبة الحقيقية هي أكثر بكثير من شعور يُدفء القلب ، إنها تعرب عن نفسها بالكلام والأعمال. فكيف يمكن للوالدين الإعراب عن محبة كهذه لأولادهم ؟ .
تبدأ العملية عند الولادة وتدعى الارتباط ، ترنو الأم إلى عيني الطفل بمحبة ، تتكلم إليه على نحو مهدئ ، تعانقه وتحضنه . فتتحرك غرائز الأمومة فيما ينظر إليها الطفل بإمعان ويشعر بالأمان . وهكذا يتم الارتباط ، بداية علاقة محبة . ولكن هذه هي البداية فقط .
فالاثنان سرعان ما يصيران ثلاثة عندما يظهر الأب على المسرح ، كما يجب أن يحدث . فكل ولد يحتاج إلى أب . وكل أب يمكن أن يصنع فرقاً . فالأمهات يملن إلى أن يكنّ رقيقات هادئات مع أطفالهن . والآباء من ناحية أخرى ، عادة ما يكونون أكثر مرحاً إذ يدغدغون أطفالهم أكثر مما تفعل الأمهات . ويتجاوب الأولاد مع هذه المعاملة الخشنة بصيحات وصرخات ابتهاج ، إذ يسترسلون في المرح ويلحّون في طلب المزيد . وذلك يكون استمراراً للارتباط الذي ابتدأ عند الولادة .
إذن كم هو مهم بالنسبة للأم والأب - كليهما - أن يتعاونا على تقوية علاقة المحبة هذه . هذا الارتباط والاتصال بينهما والولد خلال سنوات التكوّن الأولى . فلتكن هنالك وفرة من المعانقات والقبلات من الوالدين كليهما .
وغالباً يبدو الوالدان الجديدان طائرين فرحاً بطفلهما الأول ، فكل شيء - تقريباً - عنه يثيرهما ، ابتسامة الطفل الأولى ، كلماته الأولى ، وخطوته الأولى ، كلها مناسبات بالغة الأهمية . وهما يسليان الأصدقاء والأقرباء بصوره وبالقصص عنه . فلاشك أنهما يحبّان ولدهما .
ولكن في بعض العائلات ، قد يتغير هذا مع مرور السنين . فتتحول مناغاة الأبوين إلى ولدهما إلى كلمات قاسية ومزعجة ، وتتحول المعانقات الرقيقة إلى صفعات غضب أو إلى انعدام تام للاتصال اللمسي . فماذا حدث?! أين المحبة ؟ إن الأولاد غير قادرين - طبعاً - على إيجاد الأجوبة عن أسئلة كهذه . وقد يعتقدون أنهم السبب ، وهو اعتقاد يمكن أن يؤذي بأشكال مختلفة مدى الحياة .
لكن الحقيقة هي أن الوالدين قد يفشلون في الإعراب عن المحبة التي يحتاج إليها أولادهم لأسباب كثيرة . فلابد من الاعتراف أن الوالدين يواجهون ضغوطاً حياتية هائلة ، كتأمين الحاجات الأساسية المادية والاعتناء بالأهل المسنين ، و... إلخ . إنما لا يمكن التوقع من الأولاد أن يفهموا كل هذه الضغوط التي يواجهها والدوهم . فهم بطبيعتهم بحاجة ماسة إلى المحبة والانتباه . فكيف يمكن الاستمرار في إشباع هذه الحاجة ؟
من السهل إيجاد العيوب في الأولاد ، فعدم نضجهم وعدم خبرتهم ستظهر للعيان بوضوح بطرائق لا تعد يوماً بعد يوم . ولكنهم - أيضاً - يقومون بأمور جيدة كثيرة كل يوم ، فابحثوا عن هذه الأمور التي تستحق المدح ولا تصرفوا النظر عن هذه الحاجة الحيوية لأولادكم . فينبغي أن يمدح الأولاد جميعاً بانتظام على الأمور الجيدة التي يفعلونها ، وهذا سيخفض خطر الشعور بأنهم فاشلون وهم يكبرون .
كما يجب تشجيع الأولاد للتعبير عن أنفسهم ، فوجهة نظرهم قد تكشف عن مشاكل ، والمشكلة المفهومة بوضوح يسهل حلها أكثر بكثير . وكيفية تجاوبنا مع أقوالهم مهمة أهمية جعلهم يعبّرون عن أنفسهم . فيلزم أن يرتب الآباء بيئة يشعر فيها الأولاد بالأمان إذا كشفوا عن مشاعرهم العميقة ، مهما تكن هذه المشاعر مزعجة . لذلك إذا عبر أبناؤكم عن شعورهم بأسلوب حاد ، فاصغوا إليهم ، وبدلاً من تعنيفهم ، اعترفوا بحقيقة شعورهم واحملوهم على ذكر الأسباب .
والآباء يعربون عن محبّتهم لأولادهم من خلال تأديبهم أيضاً ، ولقد وجد أن الآباء الذين لا يعاقبون أبناءهم بقسوة ، بل يضعون حدوداً ثابتة ويلتصقون بها ، من المرجح أن ينتجوا أبناء يحققون إنجازات رفيعة وينسجمون جيداً مع الآخرين . ومثل هؤلاء الآباء تطلق عليهم صفة "حازمين" بخلاف الآباء "المتسلطين" (افعل ذلك لأنني أقول ذلك) ، و "المتساهلين" ) افعل كل ما تريد) . وقد أظهرت دراسة استمرت عقدين أن الآباء الحازمين من المرجح أن يكون لهم أبناء أسوياء ، قانعون ، منضبطون ، ويعتمدون على أنفسهم .
إن الآباء الحازمين ليسوا دكتاتوريين ، بل إن شغلهم الشاغل هو أولادهم ، كيف حالهم في المدرسة ومَن هم أصدقاؤهم . واهتمامهم هذا يعكس مستوى رفيعاً من الالتزام تجاه الابن ، وهم أيضاً ليسوا خائفين من مجابهة هذا الإبن .
وفي النهاية ، يجب أن ننتبه إلى أهمية الوقت ، فعامل الوقت عامل ضروري لنحب الطفل ، بل لملء قلبه بالمحبة ، محبة لا توزن ولا تقاس ولا توزع حصصاً ، بل بمحبة فيّاضة ، بلا تمييز . وعلماء نفس الطفل الذين يتجادلون حول التغذية المبرمجة أو التغذية حسب الطلب ، التعليم في سن مبكرة أو في السن التقليدية ، وجدوا أن ذلك كله لا يصنع فرقاً كبيراً مادام الطفل يُحب .
تبدأ العملية عند الولادة وتدعى الارتباط ، ترنو الأم إلى عيني الطفل بمحبة ، تتكلم إليه على نحو مهدئ ، تعانقه وتحضنه . فتتحرك غرائز الأمومة فيما ينظر إليها الطفل بإمعان ويشعر بالأمان . وهكذا يتم الارتباط ، بداية علاقة محبة . ولكن هذه هي البداية فقط .
فالاثنان سرعان ما يصيران ثلاثة عندما يظهر الأب على المسرح ، كما يجب أن يحدث . فكل ولد يحتاج إلى أب . وكل أب يمكن أن يصنع فرقاً . فالأمهات يملن إلى أن يكنّ رقيقات هادئات مع أطفالهن . والآباء من ناحية أخرى ، عادة ما يكونون أكثر مرحاً إذ يدغدغون أطفالهم أكثر مما تفعل الأمهات . ويتجاوب الأولاد مع هذه المعاملة الخشنة بصيحات وصرخات ابتهاج ، إذ يسترسلون في المرح ويلحّون في طلب المزيد . وذلك يكون استمراراً للارتباط الذي ابتدأ عند الولادة .
إذن كم هو مهم بالنسبة للأم والأب - كليهما - أن يتعاونا على تقوية علاقة المحبة هذه . هذا الارتباط والاتصال بينهما والولد خلال سنوات التكوّن الأولى . فلتكن هنالك وفرة من المعانقات والقبلات من الوالدين كليهما .
وغالباً يبدو الوالدان الجديدان طائرين فرحاً بطفلهما الأول ، فكل شيء - تقريباً - عنه يثيرهما ، ابتسامة الطفل الأولى ، كلماته الأولى ، وخطوته الأولى ، كلها مناسبات بالغة الأهمية . وهما يسليان الأصدقاء والأقرباء بصوره وبالقصص عنه . فلاشك أنهما يحبّان ولدهما .
ولكن في بعض العائلات ، قد يتغير هذا مع مرور السنين . فتتحول مناغاة الأبوين إلى ولدهما إلى كلمات قاسية ومزعجة ، وتتحول المعانقات الرقيقة إلى صفعات غضب أو إلى انعدام تام للاتصال اللمسي . فماذا حدث?! أين المحبة ؟ إن الأولاد غير قادرين - طبعاً - على إيجاد الأجوبة عن أسئلة كهذه . وقد يعتقدون أنهم السبب ، وهو اعتقاد يمكن أن يؤذي بأشكال مختلفة مدى الحياة .
لكن الحقيقة هي أن الوالدين قد يفشلون في الإعراب عن المحبة التي يحتاج إليها أولادهم لأسباب كثيرة . فلابد من الاعتراف أن الوالدين يواجهون ضغوطاً حياتية هائلة ، كتأمين الحاجات الأساسية المادية والاعتناء بالأهل المسنين ، و... إلخ . إنما لا يمكن التوقع من الأولاد أن يفهموا كل هذه الضغوط التي يواجهها والدوهم . فهم بطبيعتهم بحاجة ماسة إلى المحبة والانتباه . فكيف يمكن الاستمرار في إشباع هذه الحاجة ؟
من السهل إيجاد العيوب في الأولاد ، فعدم نضجهم وعدم خبرتهم ستظهر للعيان بوضوح بطرائق لا تعد يوماً بعد يوم . ولكنهم - أيضاً - يقومون بأمور جيدة كثيرة كل يوم ، فابحثوا عن هذه الأمور التي تستحق المدح ولا تصرفوا النظر عن هذه الحاجة الحيوية لأولادكم . فينبغي أن يمدح الأولاد جميعاً بانتظام على الأمور الجيدة التي يفعلونها ، وهذا سيخفض خطر الشعور بأنهم فاشلون وهم يكبرون .
كما يجب تشجيع الأولاد للتعبير عن أنفسهم ، فوجهة نظرهم قد تكشف عن مشاكل ، والمشكلة المفهومة بوضوح يسهل حلها أكثر بكثير . وكيفية تجاوبنا مع أقوالهم مهمة أهمية جعلهم يعبّرون عن أنفسهم . فيلزم أن يرتب الآباء بيئة يشعر فيها الأولاد بالأمان إذا كشفوا عن مشاعرهم العميقة ، مهما تكن هذه المشاعر مزعجة . لذلك إذا عبر أبناؤكم عن شعورهم بأسلوب حاد ، فاصغوا إليهم ، وبدلاً من تعنيفهم ، اعترفوا بحقيقة شعورهم واحملوهم على ذكر الأسباب .
والآباء يعربون عن محبّتهم لأولادهم من خلال تأديبهم أيضاً ، ولقد وجد أن الآباء الذين لا يعاقبون أبناءهم بقسوة ، بل يضعون حدوداً ثابتة ويلتصقون بها ، من المرجح أن ينتجوا أبناء يحققون إنجازات رفيعة وينسجمون جيداً مع الآخرين . ومثل هؤلاء الآباء تطلق عليهم صفة "حازمين" بخلاف الآباء "المتسلطين" (افعل ذلك لأنني أقول ذلك) ، و "المتساهلين" ) افعل كل ما تريد) . وقد أظهرت دراسة استمرت عقدين أن الآباء الحازمين من المرجح أن يكون لهم أبناء أسوياء ، قانعون ، منضبطون ، ويعتمدون على أنفسهم .
إن الآباء الحازمين ليسوا دكتاتوريين ، بل إن شغلهم الشاغل هو أولادهم ، كيف حالهم في المدرسة ومَن هم أصدقاؤهم . واهتمامهم هذا يعكس مستوى رفيعاً من الالتزام تجاه الابن ، وهم أيضاً ليسوا خائفين من مجابهة هذا الإبن .
وفي النهاية ، يجب أن ننتبه إلى أهمية الوقت ، فعامل الوقت عامل ضروري لنحب الطفل ، بل لملء قلبه بالمحبة ، محبة لا توزن ولا تقاس ولا توزع حصصاً ، بل بمحبة فيّاضة ، بلا تمييز . وعلماء نفس الطفل الذين يتجادلون حول التغذية المبرمجة أو التغذية حسب الطلب ، التعليم في سن مبكرة أو في السن التقليدية ، وجدوا أن ذلك كله لا يصنع فرقاً كبيراً مادام الطفل يُحب .